لم امتلك ابدا القدرة علي الحفظ، و ذلك سبب لي مشاكل كثيرة خلال سنين التعليم اﻷساسي. فأثناء تعلم جدول الضرب مهما حاولت لم أستطع ان اتذكر كافة اﻷرقام فبدلا من الحفظ قررت أن افهم كيفية عمل الضرب و ان احسب اﻷرقام بدلا من تذكرها، و لمساعدتي في ذلك تمكنت من حفظ ثلاثة ارقام من كل جدول مما سرع من حسابي للأرقام.
في المدرسة و في حصة الحساب كان يتم إختيار احد الطلاب لينهض و يلقي جدول الضرب للرقم معين، و إذا لم يستطيع تسميع الجدول فكان هذا الطالب يعاقب، لاحظ ان هذا الحفظ و الإلقاء يتم في حصة الحساب! علي اية حال عندما كان يأتي علي الدور للتسميع كنت اتأخر قليلا بين كل رقم و أخر بينما كنت احسب هذا الرقم في رأسي، و عندما لاحظ المعلم ذلك قرر معاقبتي لفشلي في حفظ الجدول علي الرغم من انني فهمت طريقة عمله ويمكنني ضرب اي رقمين مستخدما عقلي لكن مشكلته كانت في الحفظ فبالنسبه له الحساب هو حفظ مثله مثل النصوص او الدين. علي الرغم من ان رأيي ان النصوص و الدين هم مواد إعمال عقل كذلك، أعتقد ان النظام التعليمي كان مصمم بدقه للغي العقل و إبداله بالحفظ بغير فهم و إعادة الإلقاء، الجميل ان سواء كانت الماده عربي، رياضه، فيزياء، علوم، دين، او جغرافيا في النهاية هي مادة حفظ و إلقاء بغض النظر عن المضمون كلا سواء وكان من الأجدر توحيد كل هذه المواد في مادة واحده و تسميتها مادة الحفظ تحفظ أشياء غير ذات معني ثم تقوم بإلقاءها بغير فهمها.
No comments:
Post a Comment