كلنا نعلم ان الموظف الحكومي يعين و هو يعلم ان المرتب لن يكفيه و ان من المتوقع ان يعتمد علي الأكراميات او الرشاوي او علي الأقل الأنتفاع من وظيفته كي يستطيع الحصول علي حياة متواضعه للغاية، هكذا صمم نظام العمل في الحكومه فعند تعيين موظف جديد هو فعليا يحصل علي كشك داخل المصلحه الحكوميه يتيح له الحصول علي دخل بأي طريقه يري انها ممكنه و لا يمكن القبض عليه بسببها. انا التمس لهم العذر فمع مستوي التعليم الحكومي لبعض الناس الوظيفه الحكوميه هي الوظيفه الوحيده التي يمكنه الحصول عليها و مع الرواتب المتدنيه للغايه التي لا يمكن احد يمكنه ان يعيش منها لا مهرب لهم من هذا السلوك. مع الوقت يبرر هذا السلوك و يصبح مقبولا تماما خاصة ان الكل يمارسه بغير خجل.
لموظف يحصل علي مرتب 400 جنيه يصبح سبب الذهاب إلي العمل هو إيجاد طرق جديده لأنتاج الدخل، و انا متأكد ان الموظفين يتبادلون القصص عن كيفية استغلالهم لمراكزهم (علي تواضعها) لتحقيق اكبر دخل ممكن، و بالطبع إذا استطاعوا استخدام مراكزهم لمساعدة ابنائهم لن يترددوا في فعل ذلك، فعليا حسني مبارك موظف حكومي فسد، افسد و استعان بمركزه ليحقق اكبر كسب شخصي له و لأولاده، فعليا بالنسبه لهؤلاء الموظفين هو مجرد نموذج ناجح جدا لما يفعلون يوميا و مغ اكتشاف مدي سرقاته و استغلاله لنفوذه يحصل علي احترام هذه الفئه من الموظفين التي تفعل نفس الشيء لكن علي حجم مصغر، لا اعتقد ان يمكن لأحد منهم إدانته شيء يفعلونه و تبلدوا إتجاه حرمانيته، فإذا أدانوه سيكسر ذلك العازل النفسي الذي بنوه حول جرائمهم حتي لا يشعروا بذنبها. فإذا علمنا ان هناك حوالي 6 ميليون موظف حكومي في مصر فإن ذلك يصبح اكبر انتصار للنظام السابق.
No comments:
Post a Comment