Sunday, October 30, 2011

الثوره المصريه مجرد عارض ليست نتيجه ولا سبب


في رأي من غير الصحيح اعتبار الثوره المصريه نهاية او بداية اي شيئ فهي ليست نتيجه و لا سبب لأي شيء، واقعيا هي مجرد عارض لنظام فسد من الداخل حتي اصبح الفشل هو الطبيعي فلم يعد استمراره ممكنا. نظام فاسد و فاشل اي ان لا يمكن اعادة استخدام اي جزء من أجزاءه، و الثوره بما انها عارض فهي لا تقدم أية حلول بل يشوبها نفس أعراض الفساد و الفشل، و في النهاية فهي تعتمد علي اجزاء من النظام لإصلاحه. للأسف النظام الفاشل لم يبقي اي شيئ يمكن البناء عليه.

يظهر هذا الفشل في كل تعامل حكومي، فمنذ بضعة ايام كنت أحاول ان اصدر توكيلا قانونيا من الشهر العقاري، اي ان كل المطلوب من الحكومه هو تسجيل ورقه، بل جمله واحده.   تمر علي اول موظف لتخبره عن نوع التوكيل فيعطيك الاستمارة المناسبة التي عليك ان تملأها ثم تعطيها للموظف الثاني ليراجعها و يخبرك ان تذهب للخزانه، في الخزانه موظفان احدهم يخبرك بالمبلغ المطلوب و الاخر يحصله و يعطيك إيصال مكتوب باليد، تعود للموظف الثاني الذي يخبرك ان عليك تصوير الاستمارة ( في الكشك المقابل اي لا توجد ماكينات تصوير في المصالح الحكومية) ثم تنتظر لينادي علي اسمك. اخيرا يبدأ الموظف في نسخ نص التوكيل يدويا في ذلك الدفتر العملاق معطيا إياه رقم تسجيل، أخيرا تذهب لرئيس المكتب ليختم الاستمارة. خمسة موظفين و ساعه علي الاقل لما يمكن ان يفعله الكمبيوتر في ثانيه. بالمناسبه هناك جهاز كمبيوتر علي كل مكتب مغلف بالفوم و البلاستيك حيث انه عهده. اشك ان أيا من هؤلاء الموظفين يمكنهن استخدامه. 

في قصه اخري كنت أحاول استصدار بدل فاقد لوثيقة ما فكان علي عمل محضر و الإتيان بصورته، مبدأيا لم يكن لدي القسم ورق ابيض ولا أقلام! بعد حل بضعة مشاكل من هذا النوع أعطيت رقم و تم إخباري ان علي الذهاب الي النيابة بعد خمسة عشر يوم للحصول علي نسخه من المحضر. بعد خمسة عشر يوم ذهبت الي ذلك المكتب الممتلئ بآلاف المحاضر و اربعة موظفين كل وظيفتهم تحويل الأرقام الي محاضر و بالعكس، مع تحصيل مبلغ معين كرشوه او بلطجه مع كل معامله، اكتشفت يومها ان تم إعطائي رقم خطأ فكان علي العوده الي القسم و الإتيان بالرقم الصحيح ثم البحث ثانية.

للأسف هذه هي الإمكانيات المتاحة لنا جهاز حكومي لم تتغير نظمه منذ الستينيات غير مميكن و يديره ناس اقل ما يكن وصفهم به هو العجز، الجهل و رفض التحديث، موظفين تعينهم الحكومه بمرتبات متواضعه جدا لا تغني و تسمن من جوع تضرهم الي التصرف بطرق اخري (قد تكون غير شريفه) لسد رمقهم، فعليا الحكومه هي التي تعلم الناس الفساد الإداري، طبعا بسبب ضعف قدراتهم الشديد و عدم رغبتهم علي العمل يجب تعيين العديد من الناس للقيام بعل يمكن شخص واحد ان يقوم به، فلا يمكن للحكومه ان تعين اناس مؤهلين لأنها لا تدفع مرتبات تكفي لحياه كريمه، فعليا هي دائره لا مهرب منها. لا اعتقد ان يمكن إعادة تأهيل موظف امضي اخر 10 سنين من عمره يحول الأرقام الي محاضر و بالعكس و يعيش علي الأكراميات، بطريقة ما اصبح هذا الرجل جزء من النظام لا فارق بينه و بين اثاث مكتبه الذي لم يتغير منذ الستينيات.

Saturday, October 22, 2011

موظفين الحكومه

كلنا نعلم ان الموظف الحكومي يعين و هو يعلم ان المرتب لن يكفيه و ان من المتوقع ان يعتمد علي الأكراميات او الرشاوي او علي الأقل الأنتفاع من وظيفته كي يستطيع الحصول علي حياة متواضعه للغاية، هكذا صمم نظام العمل في الحكومه فعند تعيين موظف جديد هو فعليا يحصل علي كشك داخل المصلحه الحكوميه يتيح له الحصول علي دخل بأي طريقه يري انها ممكنه و لا يمكن القبض عليه بسببها. انا التمس لهم العذر فمع مستوي التعليم الحكومي لبعض الناس الوظيفه الحكوميه هي الوظيفه الوحيده التي يمكنه الحصول عليها و مع الرواتب المتدنيه للغايه التي لا يمكن احد يمكنه ان يعيش منها لا مهرب لهم من هذا السلوك. مع الوقت يبرر هذا السلوك و يصبح مقبولا تماما خاصة ان الكل يمارسه بغير خجل.

لموظف يحصل علي مرتب 400 جنيه يصبح سبب الذهاب إلي العمل هو إيجاد طرق جديده لأنتاج الدخل، و انا متأكد ان الموظفين يتبادلون القصص عن كيفية استغلالهم لمراكزهم (علي تواضعها) لتحقيق اكبر دخل ممكن، و بالطبع إذا استطاعوا استخدام مراكزهم لمساعدة ابنائهم لن يترددوا في فعل ذلك، فعليا حسني مبارك موظف حكومي فسد، افسد و استعان بمركزه ليحقق اكبر كسب شخصي له و لأولاده، فعليا بالنسبه لهؤلاء الموظفين هو مجرد نموذج ناجح جدا لما يفعلون يوميا و مغ اكتشاف مدي سرقاته و استغلاله لنفوذه يحصل علي احترام هذه الفئه من الموظفين التي تفعل نفس الشيء لكن علي حجم مصغر، لا اعتقد ان يمكن لأحد منهم إدانته شيء يفعلونه و تبلدوا إتجاه حرمانيته، فإذا أدانوه سيكسر ذلك العازل النفسي الذي بنوه حول جرائمهم حتي لا يشعروا بذنبها. فإذا علمنا ان هناك حوالي 6 ميليون موظف حكومي في مصر فإن ذلك يصبح اكبر انتصار للنظام السابق.

Monday, October 17, 2011

الإعلانات في مصر

منذ عدة ايام شاهدت إعلان عبقري عن سلسلة محال بيتزا في كوريا الجنوبيه، هذا الإعلان يبدو للوهلة الأولي كفيلم تسجيلي عن اصول البيتزا الحقيقيه و كيف سرقها ماركو بولو من الكوريين لتصبح اكله إيطاليا. الفيلم التسجيلي مصور و مكتوب بطريقه تجعلك فعلا تشك فيما تعرفه عن البيتزا و تراجعه في ذهنك عدة مرات حتي تضطر لمشاهدته ثانية. في رأيي هو عملا فني اكثر مما هو إعلان.

في نفس اليوم اكتشفت ان إعلانات أكادمية سموحه عادت للعرض، هذا الإعلان يبدأ بأستخدام الدين في غير موقعه ثم ينتقل إلي إدخال اسم جامعة ما لإعطاء المكان الصبغه الأكاديميه، ينتقل الحديث بعد ذلك عن حصولهم علي ترخيصا ما من وزارة ما (طبعا صعب جدا التأكد من هذه المعلومه و حتي إن كانت صحيحه لا يذكرون نوع الترخيص)، يسهب الإعلان بعد ذلك الحديث عن إمكانياتهم الفنيه (المتواضعه جدا في الحقيقه لكن يصغونها كأنهم الوحيدين الممتلكين اياها)، يعقب ذلك عدة مشاهد تظر الدارسين (كلهم مرتدين بدل بالطبع)، و أخيرا يأتي التعهد بأن لن يتخرج احد بغير ان يكون قد اتقن كل فنون إصلاح "المحمول" و "المزبورد" خلال الكورس المستمر شهرين (طبعا هذا مستحيل).

طبعا هذا مستوي اخر من التدني، بالإنجليزيه يسمي (exploitation) و هو إستغلال حدثا ما لتسويق سلعته، و هذا ما تجده بشكل فج في لحاف الثوره، هو موجود لدرجة ما او لإخري في معظم الإعلانات لكن ليس بهذه الفجاجه.


حسب ما اعرف عن الإعلانات في مصر معظمها مقتبس من إعلانات عالميه، هناك بالطبع بعض من الإعلانات المصريه تماما لكن كلها مسئول عنها ثلاث او اربع افراد في مصر (علما بأن هناك مئات من مخرجي الإعلانات).


Tuesday, October 11, 2011

عــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــار

يقال ان المنتصر هو من يكتب التاريخ، لكوني من محبي التاريخ اختلف مع ذلك تماما، فالتاريخ لا يزال يذكر افعال سوداء كثير لمنتصرين ماتوا منذ زمن طويل، لم يتكفل الزمن او انتصارهم بمحو ما فعلوه بل تم تخليده ليذكر حتي هذا اليوم.فمثلا خاير بك (النصف الأول من القرن السادس عشر) لا يزال يذكر كخاين بك لخيانته للجيش المصري. محمد علي لا يزال يذكر بمدبحة المماليك، جمال عبد الناصر كتبت كتب عده عن اخطأه السياسيه و العسكريه، التاريخ لا يغفر و لا ينسي حتي للمنتصر المستبد المسيطر تماما علي و سائل الأعلام. هذه الأيام هي الأكثر حيويه في اخر قرن في تاريخ مصر و سيكتب المؤرخين عنها إلي نهاية مصر، خاصة ان الشبكات الأجتماعيه توفر مصدر لا يقارن للمؤرخين.

أيا كانت نتيجة احداث هذه الأيام سيذكر التاريخ اداء الاعلام الحكومي المصري هذه الأيام، كل اسامي العاملين في هذا النظام الأعلامي برأسهم أسامة هيكل سيذكر للأبد، و سيسأل عنها اولادهم و احفادهم و كل من سيأتي من نسلهم عن افعالهم في هذه الأيام الحرجه. وصمة العار لا يمحوها الزمن و لا يمكن إزالتها ابدا، انا مشفق علي هؤلاء الناس في الدنيا و في الأخره، و فعلا لا اعلم كيف يمكنهم ان يعيشوا مع افعالهم اليوميه.



Saturday, October 8, 2011

Paul and the Olive Bread

Heading home I spotted the new Paul branch in new Cairo, being a fan of the French bakery shop I couldn't resist stopping by for a casual bite, with their scrumptious olive bread in mind I parked my car in front of their perfectly designed building, I need to explain here that I'm not new to Paul as a matter of fact I've frequented it in at least two countries, I even have a short list of favourite sandwiches that I usually order without looking at the menu, which I did. Choosing to sit outside I quickly ordered my usual roast beef sandwich with a cappuccino.

15 minutes later (7 bites of heaven) I asked for the bill. 80 Egyptian pounds doesn't sound like a significant amount of money these,  but when I factored in the size of the sandwich I realized each bite costs a around 1 Euro, making it by far the most expensive sandwich I've ever had, the champs elysees branch is slightly more expensive, but being right in the middle of the street, and having a French staff on board it makes sense, what doesn't make sense though is having the same sandwich here in Egypt where food and labour is dirt cheap for around the same price. This actually mean that this branch generates a higher return on investment (ROI) than the one in the middle of the most expensive street in the world, I still had their olive bread in mind when I casually signed the credit card receipt making sure to add a smiley face and a couple of match stick men eating sandwiches (I'm currently experimenting with how creative I can get with credit card receipt signatures).

I stepped into the restaurant and instantly realized that it was packed with micro celebrities, I headed to the bread stand and ordered a loaf of their olive bread, now that's something I've eaten in Paris as well as in Qatar, if there is a standard Paul product it'd be their bread with olives by far the most expensive loaf of olive bread I've bought (even more expensive than the French one) I paid 28 le for it and adding in that I just had to get a macroon and that pretentious looking tart I ended up paying another 80 le. Naturally that involved waiting for around 30 minutes till they got my order ready.

Leaving the place I couldn't help thinking about these people queuing up for subsidised barely edible bread, that they can barely afford, my porter's daily salary and how many loafs of that bread can it get him, social injustice is a term that I couldn't escape, he actually pays the same sales tax I did, so in a way the government's bread and Paul's are both taxed the same way, which is rather irritating and unjust.

I don't mind buying expensive stuff, what I do mind though is being taken advantage off...I know for a fact that getting French employees and a store overlooking the Champs is insanely more expensive than getting a store in el tagamo3 el khames and hiring Egyptian employees, also I know for a fact that our produce is sold at a fraction of the price similar things are sold in France (Or Qatar), so why on earth is it more expensive than either, am I being taxed by Paul for liking their products? or the customer segment they target don't really care about the price and don't really care about being taken advantage off.

Finally turns out the olive bread I've been fantasizing about all day was half burnt and barely edible, which means I have a lot in common with the people who struggle everyday to get subsidised barely edible bread, but instead of the 5p they pay I ended up paying 560 times that amount.