نرجع و نقول ان مش بقصد كل السلفيين هنا، ﻷن هما مش كيان واحد مجتمع علي صفات واحده، بل انا اقصد ذلك النموذج المسمي إعتباريا بالسلفي.
في رأيي السلفيين مشكلتهم الرئيسية السذاجة السياسي و إستجابتهم للمزايدات بسهولة، ربما سببه الرئيسي إلغائهم لعقولهم في إتباعهم لمشايخهم، فمشايخ السلفيه يزايدون علي اي احد في الإسلام و المشكلة إن في بعض الأحيان تكون هذه المزايدة بغير فائدة او معني غير استثارة الناس و مخاطبة مشاعرهم. فمثلا عندما طالب الإخوان المسلمين بدولة مدنيه بروح إسلامية رفض شيوخ السلفيه هذا و طالبوا ان تكون "إسلامية إسلامية"، و يعجز ان يعطيك ايا منهم وصف تلك الدولة الإسلامية المطلوبه. أظن ان احد اسباب هذا هو تلافي السلفيين اي موقف يطلب منهم تشغيل العقل لتقييم اﻷختيارات فهم يميلون اكثر لتفادي ذلك و اﻷستعانة بشيوخهم في عملية تكوين الرأي. فعليا عندما تتحدث مع اغلب السلفيه لا تناقشه في معتقادته بل تناقشه في ما سمع من شيوخه، المشكله هنا انك لا يمكنك ان تحاوره فبطبيعة الحال هو لا يمكنه الدفاع عن رأي لم يكونه. فغالبا ما ينتهي الحوار بمحاولته الدفاع عن هذا الرأي لأن الشخص الذي قاله فوق مستوي الخطأ، و بهذا ينتهي الحوار من حوار عاقل عن رأي او فكرة إلي حوار عن مدي صلاح شيخا ما. الحوار مع عامة السلفيين غير مجدي.
تخلوا اللغة العربية من ترجمة لكلمة "supremacists" و هي الكلمة اﻷمثل لوصف السلفيين، فهم يظنون انهم افضل من اغلب الناس لكونهم في رأيهم اقرب للدين، و عليه فكل اﻷخرون ابعد منهم و بالتالي اضل، فالطبيعي انهم لا يمكنهم التحاور مع هؤلاء الضالون إلا لمحاولة هدايتهم، فلا يمكن لضال ان يأتي بفكرة صائبه، او فكرة افضل من افكار شيوخهم. سلوك نحن اﻷفضل يظهر دائما في كل المواقف التي تستدعي حوارهم مع باقي القوي الوطنيه، فعادة ما يرفضون هذا و يفضلون ان يتصرفوا وحدهم، فطبعا لن يستبدلوا اﻷهدي (شيوخهم) باﻷضل (باقي القوي الوطنيه).
عدم قابليتهم للحوار و سذاجتهم تؤدي لنتائج كارثية في بعض اﻷحيان، فمثلا في كتاب طالبان لأحمد رشيد، حكي عن انهيار الدولة اﻷفغانيه، و كان سببه الرئيسي تولية اﻷتقي و ليس اﻷصلح او اﻷعلم، و تطبيق الشرع بطريقة ميثاليه لا تقبل النقاش و لا التنازل او التدريج. فعندما إختاروا وزير للماليه إختاروا عالم دين، فالدين الإسلامي يحوي كل اﻷساسيات التي يمكن يقوم عليها إقتصاد قوي، طبعا تلك اﻷساسيات تحتاج شخص ذا خلفيه علمية لتفسيرها و تطبيقها علي الواقع لكن بسبب ما او اخر قرروا ان عالم الدين بالتأكيد افضل من عالم اﻷقتصاد المتدين، و كانت النتيجه انهيار اﻷقتصاد الأفغاني، فالشيخ بطبيعة الحال لم يستطيع ان يدير اقتصاد دوله. في نقطة ما قرروا ان لا يجوز ان ينكشف نساء المسلمين علي اﻷجانب، فمنع السيدات من أغلب مستشفيات الدولة، حتي انشأت الأمم المتحدة مستشفيات يديرها اطباء نساء متطوعات، في هذه النقطة لاحظ الشيوخ ان هؤلاء المتطوعات من اﻷمم المتحدة لا محرم لهم في أفغاستان فطلبوا ان يأتوا لهم بمحارم، مستحيل طبعا.
انا مسلم، و اريد تطبيق الشريعة، لكن اريد ان تطبق بمن يستطيع فهمها و ليس قرأتها فقط، اريد من يستطيع ان يقيس و يحكم كيف يتم تطبيقها، ايضا الشريعه يجب ان تكون نظير الدستور و ليس القانون، فيجب ان يكون هناك ظوابط واضحه لكيفية تبطيق الشريعة حتي لا يكون القياس في يد الجميع. أخيرا احب ان اضيف ان مصر دولة إسلامية لكنها ليست سلفية، كلنا مصرييون و كلنا قضينا اغلب حياتنا في هذه البلد و نعرف حجم السلفيين الحقيقي، في الحقيقه اعتقد ان هناك حزب وطني اكثر مما هناك سلفيين، خاصة ان اجماع السلفيين ينتهي عند اﻷسلام و الشعارات الرنانة و يظهر الإختلاف في كافة اوجه التطبيق