منذ عدة ايام كنت اتحدث مع صديقا لي و خلال الحوار ذكر شيئا عن الديكتاتور العادل، و ان المخرج الوحيد لمصر هو الديكتاتور العادل فالشعب غير مستعد للديمقراطيه، مرددا نفس المفاهيم التي كنت اعتقد فيها منذ عدة سنين ادرك اﻷن ان هذا خطأ تماما. خاصة ان مصر قد نالت نصيبها من الدكاترة العدلين (من وجهة نظرهم طبعا).
مبدئيا ما هو الديكتاتور العادل، مفهومي الديكتاتور العادل هو حاكم يحكم بغير استشارة او مراجعة غيره، لكنها يعمل لمصلحة شبعه ودولته فينفذ ما يريد بغير نقاش و مراجعه، فوق القانون فهو لديه قدرة سنه، فوق المراجعه فهو يعين و يقيل كل من يمكن ان يراجعه، و كطبيعة البشر يبدأ الناس في نفاقه و تفخيم اعماله رغبة في تجنب بطشه او الحصول علي رضاه. سرعان ما يحاط بمن يمجدونه و لا يسمحون لإحد اخر ان يسمع صوته. في النهايه يفقد الديكتاتور العادل إتصاله بالواقع و يصبح كل ما يراه مشوش ليخدم مصلحة شخصا ما او اخر. و بمضي الوقت يصبح هناك مجموعه من االأشخاص تستمد نفوذها منه و لا تسمح له بالتخلي عن السلطة. الديكتاتور العادل هو عادل في نظره هو فقط، في الحقيقه اي ديكتاتور هو عادل امام نفسه، مثله مثل اي شخص عاقل، فعادة لا يرتكب احدا خطىء و هو عالم انه خطىء. كلمة الديكتاتور العادل في حد ذاته هي مثل كلمة الكاذب الصادق، او العادل الظالم. فالديكتاتوريه والعدل لا يمكن إجتماعهم في شخصا واحد، فالديكتاتور قد ظلم لمجرد عدم الإستماع لغيره و قصر الحكم علي نفسه.
تاريخيا مر علي مصر عدد اكبر من الديكاتره العادلين عن اي دولة اخري. لكن اظن ابرزهم هو محمد علي، قد يختلف معي البعض مفضلا عبد الناصر لكن محمد علي هو مؤسس مصر الحديثة و اسسها مستعينا بمفهوم الديكتاتور العادل. فبعد قيام عمر مكرم و رجال الدين بثورتهم علي خورشيد باشا عام 1805 و اختيارهم لمحمد علي ليحكم مصر كديكتاتورا عادل قام بنفيه، متخلصا من الزعامه الشعبية و اعقب ذلك تخلصه من كل من يمتلك القدرة علي مقاومته في مذبحة القلعة ضامنا لنفسه إنفراده بالحكم، قام بعد ذلك ببناء مصر مصدرا قرارات عارضها و كرهها معظم الشعب لكنه من وجهة نظره كان يبني البلد و قد كان، لكن دافعه كان إمتلاكها و ليس مصلحة الشعب، بدليل انه قايض إستقلال مصر لقاء تمليكه مصر هو و اولاده من بعده. خلال حكمه لم يكن لإحد رأي غير رأيه، لم يستطع احد التكلم بغير المخاطرة بحياته.
السبب الرئيسي في تخيل الناس ان الديكتاتور العادل هو الحل الأمثل لمصر ان الشعب ليس علي القدر الكافي من الوعي لإختيار الأفضل للبلد، و لذلك يجيب ان يقاد بدلا من ان يقود. الفكرة ان الديمقراطيه تحتوي علي تلك الاليه لسبب وجيه، بصفه عامه يزداد الجهل كلما انخفض المستوي المادي و الأجتماعي للمواطن، و بطبيعة الحال و الشكل الهرمي للمجتمع يزداد العدد كلما انخفض المستوي، مما يعني ان صوتهم اقوي في اي انتخابات. الفكرة وراء هذه الأليه ان هؤلاء الناس علي عددهم هم اضعف من في المجتمع و اكثرهم احتياجا للمساعده، و لذلك يضمن ان من يريد الفوز سيضطر الي التوجه اليهم و كسبهم في صالحه، و علي مستوي الدوله لضمان الحكومه عدم خراب البلد خلال قرارات سيئه مصوت عليها من هؤلاء الناس تجبر الحكومه علي عدم اهمالهم و تثقيفهم بما يكفي ليقوموا بالأختيار الصحيح...و بذلك يوجه القدر المناسب من الرعايه لأدني مستويات المجتمع و بالنهوض بهم ينهض المجتمع ككل.
الشق الثاني لأهمية الديمقراطيه، و انا لا اصدق انني مضطر ان اشرح مميزات نظام تم اثبات نجاحه لعدة الاف من السنين، هو المسئولية و الولاء. اي موظف عام كان او خاص يدين للولاء لما يبقيه في العمل، اي الموظف المنتخب سيكون ولاءه لمنتخبيه، الموظف المعين سيكون ولاءه لمن عينه. فكون الموظف العام معين خلال الإنتخاب يضمن ان الموظف سيكون مهتم بإرضاء ناخبيه، بغض النظر عن أخلاقياته فهو يريد ان يستمر في وظيفته، و خلال ذلك سيعمل لإصلاح المجتمع و سيكون مهتم ان يبحث ايجابيا عن حلول مبتكره لضمان إعادة انتخابه، ام الموظف المعين فولاءه لمن عينه، و يضع ارضائه نصب عينيه، وقد يكون الإرضاء خلال تحوير الواقع و خلق تقارير يعكس واقع مغاير و تقديمها لرئيسه، فالكذب علي فردا واحد اسهل كثيرا من الكذب علي العديد من الناس. المشكله فعلا ان الناس تخاف الديمقراطيه علي الرغم من انها ستعطيهم القدره علي تحديد مصيرهم.
أخيرا قارن بين صقحة عمر مكرم و محمد علي علي ويكيبيديا. احدهم خدم بلده، و اﻷخر خدم نفسه. فعلا التاريخ يكتبه المنتصر.
و بعدين مشكلتي الرائيسيه في كتابة الإنتري دي هي جمع كلمة ديكتاتور...
No comments:
Post a Comment