حق العودة للمنزل...الزحام القاتل

اتصلت الأيام لتصبح ذكري واحده، رحله من و إلي العمل اقضيها في إدعاء انني استثمر وقتي في شيء مفيد، بوصولي البيت اكون استنفذت طاقتي و غير قادر علي فعل اي شيء غير مشاهدة التلفاز، او إدعاء القراءه و انا في الحقيقه افكر في رحلة الغد. يوم العمل اصبح شيئ ثانوي مقارنة بالرحلة منه و اليه، العمل الذي اصل اليه مرهقا لدرجه تجعلني امضي النصف الأول من اليوم متعافيا من صدمة الرحلة و النصف الأخر مفكرا في الرحلة للمنزل و إذا كانت ستأخذ ساعة ام ساعتين من الضغط المتواصل علي الدبرياج.

الطريق من و الي العمل اصبح المكان الذي امضي فيه اغلب وقتي، قبيح محاط بمباني مخالفه مبنيه بالطوب الأحمر خلسه علي ارض زراعيه، الهواء ثقيل برائحة ابخرة الديزيل. يحول الزحام الناس مبرزا اسواء ما فيها، كل من علي الطريق هدفه الأساسي الوصول الي المنزل مهما كانت التكلفه، و من وجهة نظره الناس المحيطه به ليسوا بشر بل زحام يجب تخطيه، بل هم مصدر تعاسته اليوميه...فتري الناس تتبادل النظرات العدائيه علي الطريق.

عادة ما أبدء الطريق بمخطط واضح لما سأفعل اليوم بمجرد وصولي إلي المنزل، تنهار هذه المخططات ببلوغي منتصف الطريق، بطريقة ما اصبح الطريق الدائري هو الحائط الذي تتحطم عليه المخططات و الأحلام...لا مفر منه و لا حل له غير الصبر و الدعاء. أثر في كافة اوجه حياتي، العمليه و الشخصية، الساعات التي امضيها علي هذا الطريق كان يكمنها ان تغير حياتي كليا، مجموع الساعات التي يقضيها من يستخدمونه يمكن ان تبني دولة جديده من الصفر.

معظم السيارات علي الطريق يوجد بها شخص او اثنين علي الأكثر، مما يعني ان اغلب الدائري ممتليء لكنه غير مستغل، معظم الناس تمضي رحلتها وحيده في سياراتها، انا لا أعلم إذا كان هذا له علاقة بالطرق المختلفه ام بثقافتنا التي فتت روح الفريق و الروح الأجتماعيه، السياره التي تقل واحد فقط هي فعلا تضيع 80% من المساحة التي كان يمكن استخدامها، بمعني ان كل 5 سيارات يمكن تحويلها لسياره واحدة مما يعني الن الزحام ممكن ان يختفي...اعتقد ان الحل في جعل الوقود غالي لدرجة تجعل كل شخص يفكر مرتين قبل التحرك بسيارته، علي اية حال التكلفة الكليه ستكون واحدة لأن الأن و علي الرغم من السعر المنخفض للوقود يحرق معظمه بغير تحرك...اي ان معظم الوقود يحرق لزيادة حرارة الجو، زيادة الأبخرة السامه، إتعاس الأخرين و اسبابا اخري عديده ليس منها التحرك. الفكره إن اذا كان الوقود اغلي ثلاث مرات لكن متوسط السرعه ارتفع من حوالي 25 كم إلي 60 كم لن يتغير المبلغ المدفوع بل فعليا ستزداد ساعات اليوم و الأنتاجية العامه للناس.