حب المصريين للرسم و الكتابة علي الحوائط يعود إلي بداية الدولة ذات نفسها، منذ بدء التاريخ حاول المصريون الكتابة علي الحوائط و عندما لم يجدوا حوائط للكتابة، تم بنائها، فعليا المعابد العملاقة التي بنها الفراعنه، بحوائطها المهيبه هي مجرد تعبير عن حبهم للكتابة علي الحوائط، لا اعتقد ان هناك ثقافة اخري في العالم كتبت علي الحوائط اكثر من المصريين، هذا الجزء من الثقافة استمر عبر السنين متحديا كل محاولات تغيره. أذكر جيدا زيارتي لصخرة عجيبة في مرسي مطروح و لمن لا يعرف صخرة عجيبه هي صخرة محاطة بالأمواج و صخور مغطاه بالطحالب جاعلة الإنزلاق إلي الامواج احتمال وارد جدا, و في اقصي مكان منها وجدت كتابات علي الحائط الصخري المواجه للإمواج في مكان لا موضع فيه لقدم، لابد ان من كتبها إلتصق في الحائط مبديا خصائص عنكبوتيه كي لا ينتهي بي الحال بين الأمواج و الحائط، و من الخط و الأسامي استنتجت قدم الكتابه، لابد ان من كتبها شيخ مسن الأن. عندما بني مقر بنك فيصل الإسلامي في مصر لم يغفل من صممه لهذه الحقيقه، بل كتب علي حوائطه الأيات القرأنيه التي تعكس اسباب وجوده.
حب المصريون للكتابه علي الحوائط يظهر في الأزمات، او ماتشات الكره، او الإنتخابات، او مواسم الدروس الخصوصيه، من منا لم يري الكتابات عن "امبراطور التاريخ" او "اينشتين الفيزياء" . لكن اعتقد ان من ابتدع فكرة الأعلان عن منتجاته علي الحوائط هو محمود عبد الرازق عفيفي فقد استخدم طرقا تتبعها الأن شركات الإعلانات الكبري "الشوك فاليو" صدم المشاهد و اثارة فضوله بما يكفي ليفكر في منتجك، علي مدخل المقطم كتب "البقعه علي فستان مونيكا تخصني". و كان يوقع كل كتاباته بإسمه، اعتقد انه من بدأ جرافيتي الإعلانات في القاهرة. و لعقد كامل اكثر ما كتب علي الحائط كان إعلانات تدور في فلك الدروس الخصوصيه و سنتر كابتن الروبي الذي يؤهلك للكليات والمعاهد العسكريه.
مع احداث يناير و اعادة إكتشاف المصريين انفسهم ظهر مد جديد للجرافيتي، جرافيتي يعبر عن رأيي المصريين في ما يحدث في بلدهم، و خلال عدة ايام تطور ليصل لمستوي الأعمال الفنيه التي تجبرك علي التوقف و التفكير. الجميل في الجرافيتي انها تظهر مستوي الإبداع للمؤيدين لفكرة معينه. ل هناك عدة علامات مميزة لكل من مؤيدي و معارضي النظام المخلوع، فمؤيدي النظام عادة ما يوقعون بأساميهم، أظن ان هذا له علاقة بانهم مرتزقة يدفع لهم لينشروا هذه الكلمات، ايضا يبدوا مستوي تعليمهم جليا عند إستخدامهم كلمات مثل (حائك "حقك"، ولاهي "ولله") مكتوبه عادة بخط سيئ مستخدمين دوكو من نوع ما، هي في الحقيقه تلوث بصري. لكن في رأيي اهم شيئ فهو عجزهم التام عن الإبداع، فهي هي نفس الكلمات بنفس الأسلوب في هي الكلمات التي لقنت اليهم، فكي تبدع عليك ان تشعر بما تقول لا ان يملي عليك. اما مناهضوا النظام السابق فيمكنك ان تري الإبداع الذي ينتج اعمالا فنيه تسعد من يراها و تخاطب فكره.
رسم هذا اثناء الأستفتاء علي التعديلات الدستورية، اي ان مبارك لا دخل له في الموضوع اصلا |