Tuesday, May 31, 2011

عن القياده، والحوت، حوت الله


قواعد القيادة في القاهرة تختلف عن قواعد القيادة في أي مكان في العالم، فتمتاز بالسيولة و الديناميكية، اعتقد اللفظ المناسب أكثر هنا هو اللزوجة، فالقيادة في القاهرة هي لزجه لأقصي الحدود. مبدئيا القواعد أي قواعد هي مجموعة من التعليمات المجتمع عليها، الجميل هنا في القاهرة لا يوجد إجماع علي أي قواعد، بل قد يكون هناك إجماع علي عكس ما يعتقد القانون انه قواعد. ربما هو التطور الطبيعي في القواعد المنطقية لا يمكن تطبيقها علي شوارعنا أو زحامنا غير المنطقيين.

في مصر مثلنا مثل معظم دول العالم نقود علي يمين الشارع، لكن ظهرت بعض المدارس التي تعتقد إن القيادة في وسط الشارع أأمن و أسرع، ثم ظهرت مدارس أخري تعتقد إن أقصي حارة علي يسار الشارع هي الحل السحري للمرور المصري، الجميل انك من الممكن إن تنتمي لإحدى هذه المدارس في الصباح، و لأخرى في المساء، بل يمكنك أن تغير مدرستك علي حسب الشارع الذي تقود فيه، المشكلة انك أثناء تخطي سيارة أخري عليك معرفة المدرسة المنتمي إليها قائد السيارة المتخطاة علي أية حال لا يحدث هذا كثيرا لأن اغلب الوقت يقضي علي سرعات لا تسمح بالتخطي

معظم الوقت يقضي في تلك المنطقة الواقعة بين الغيار الأول و الثاني، منطقه تماثل تلك العقوبات المفروضة من آلهة الإغريق، و تستمر غالبا من وقت التحرك لوقت الوصول مع استثناءات بسيطة، اعتقد إن يمكن لشركات السيارات أن تنتج سيارات بغيارين فقط و سيلقون قبولا في مصر. هناك ثلاث أماكن عليك الاستسلام تماما لمصيرك بمجرد وجودك فيها، الدائري، المحور و كوبري السادس من أكتوبر، فبمجرد الصعود عليها لا مفر غير القيادة حتى الوصول لنهايتها، نفس المسافة يمكنك أن تقطعها في 30 دقيقه أو 3 ساعات و لا يمكنك فعل شيء لتغير هذا...كل ما يمكنك فعله هو التعايش معه و تقبل مصيرك. علي مدخل الدائري من اتجاه السادس من أكتوبر يوجد مبني مبني من الطوب الأحمر، من بناه كتب عليه بطوب ابيض "اذكر الحوت، حوت الله"...كل يوم في طريقي للمنزل اقرأ هذا و أتساءل إذا كان يقصد الدائري، فالدائري هو الحوت الذي يبتلعني كل يوم ثم يلفظني حين يكتب لي هذا و لا شيء يمكنني فعله غير الدعاء و الاستغفار متمنيا أن ألفظ سريعا اليوم.
اذكر الحوت، حوت الله
القيادة علي الشوارع المصرية تنمي فيك تلك الأشياء التي يدعوا إليها مذهب الصوفية، من تقبل الحال و الاستسلام للواقع أيا كان حاله و معرفة أن لا مهرب من الزحام و لذلك يميل معظم من يقضون اغلب وقتهم علي الطريق إلي التدين و الحشيش، مظاهر التدين و ليس التدين ذات نفسه، التتمم بالآيات القرأنيه لتعينهم علي كسر القانون بغير القبض عليهم خير مثال علي ذلك، لهؤلاء الناس منظور مختلف تماما عن الدين، هذا المنظور أثر فيه كثيرا معانتهم اليوميه مع الزحام و معرفة أن مهما حاولت أو اجتهدت لن تغيره أو تغير الحال. انها الصوفية في اجلي صورها و يعين عليها الحشيش فالهروب من الواقع هو الحل الوحيد.



أدخلت شرطة المرور كاميرات السرعه الثابته و وضعتها في جميع انحاء القاهرة، النتيجه كانت ازدهار حال العاملين في تغير بطانة الفرامل، ففي اللحاظات النادرة التي يمكن فيها الإنتقال إلي الغيار الخامس لا يمكن أن تطلب الالتزام بحد السرعة، فيصبح الطريق كله في حاله من تذبذب السرعه بين السرعة القانونيه و اسرع منها بكثير ثم إلي ال 5 كيلو مترات في الساعة الحتميه بمجرد وصولك لقرب المخرج. الفكره هنا أن متوسط السرعه بهذه الطريقة قد يصل إلي 30 كيلومتر في الساعة، ابتسم بمجد التفكير في هذا الرقم فقلما ما استطعت تحقيقه، أغلب الوقت يقضي بين ال 20 و ال 10 كيلومتر في الساعة. أعتقد قبل أن يمكنك طلب الالتزام بسرعة قصوه عليك الالتزام بمتوسط سرعه ادني مضمون للسائقين علي الطريق، للعلم اقل متوسط سرعة لي في رحله واحده كان 3 (ثلاث) كيلومتر في الساعة.

No comments:

Post a Comment