Tuesday, November 8, 2011

فشل الدوله و حكمها

الثورة لا كانت بداية و لا نهاية اي شيئ مجرد عارض من عوارض انهيار النظام، نظام فساده و عجزه منعوه من الاستمرار فكانت النهايه حتمية، تخريب ٦٠ عاما هو كل ما احتمله النظام الحكومي الذي بناه محمد علي. حتي المواطن تم تخريبه فخلال اعوام من الفساد و الفشل الاداري اصبح الطريق الوحيد للاستمرار في هذه البلد هو التعامل مع الفساد بل و الاتكال عليه. اما عن الثوره فهي علي عكس ما تبدو ليس نتاج تحرك مجموعه من شباب ذوي مثل عليا فمثل هؤلاء الشباب وجدوا في كل جيل تقريبا بل هي نتاج لفشل الأجهزة القمعيه في كبتهم كالعادة.

المشكله الان هو ان كل اجهزة الدوله انهارت و لم يعد من الممكن إصلاحها او حتي اعادة استخدامها، حدث ذلك تدريجيا عبر عدة سنين و الثوره هي عارض لها، فلا يمكن اعتبار الثوره حل بل هي ملوثه مثل كل شيء اخر في مصر، مهما انتخبت و مهما كان البرنامج الإصلاحي مبتكر و جديد فلن يجدي اذا حاول اعادة استخدام اي مكونات حكوميه. المعجزة ليسة نجاح الثورة بل استمرار النظام كل هذا الوقت، في رأيي هو فقد كل ما يؤهله للوجود في اواخر التسعينيات.

ميزة الثورة انها سلطت الضوء علي نظام حكومي يعمل بالستر، نظام لا يعرف حقيقته الا من كان جزء منه او تعامل معه. فمثلا استرجاع حقك باستخدام القانون يكاد يكون مستحيل و في احسن الأحوال يستغرق عدة سنين. الشرطة لا تغيث احد و لا توجد لديها ابسط ادوات البحث الجنائي، الاعلام الحكومي فاشل تماماً حتي في الكذب، كل هذا كشف تماماً بعد الثوره. مصر تغرق بسبب عملية تخريب منظمه للمواطن و الاقتصاد، إدارة الدوله او من يحكمها لن يكون العامل الفارق لان اصغر وحدة بناء للدوله (المواطن) فاسدة، أمامنا عقدين علي الاقل من بدأ إصلاح التعليم حتي نستطيع استبدالها، حتي ذلك الوقت للأسف لا يوجد امل في الاصلاح.

No comments:

Post a Comment